أخبار

الجغرافيا البشرية والحماية من الكوارث البيئية - فريق التسعينات

الجغرافيا البشرية

الجغرافيا البشرية أحد أهم  أقسام علم الجغرافيا وتهتم الجغرافيا البشرية بدراسة العلاقات المتبادلة بين كلا من  العنصر البشري والبيئة المحيطة به حيث تركز الجغرافيا البشرية علي فكرة التنظيم المكاني الذي يتشكل فيه حياة البشر والأنشطة الخاصة بهم وتفاعلاتهم مع الطبيعة.
وترتبط بالعلوم الإنسانية والاجتماعية وتتشارك معها بمناهجها وتفاعلاتها تعمل الجغرافيا البشرية علي العديد من الظواهر الخاص بالزمان والمكان وتطور حياة البشر في كلا منهما وتوضح الجغرافيا البشرية أن العلاقات الاجتماعية ترتبط بالمكان والبيئة ارتباطا وثيقا وذلك بالترابط مع العديد من المفاهيم المتعلقة بالظواهر الكونية مثل الفضاء والمناظر الطبيعية والحجم والمكان وتأثير وتفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة.

الجغرافيا البشرية


أهم أقسام الجغرافيا البشرية

يمكن تقسيم هذا الفرع من الجغرافيا إلي عدة تخصصات حسب نوع الدراسة التي تعتمد عليها وتعد أهم الأقسام التي تركز عليها السلامة والصحة المهنية كالآتي :-

  • الجغرافيا السكانية 

تركز جغرافيا السكان علي كيفية توزيع السكان حسب الطبيعة المكانية المناسبة لنموهم وتكوينهم وسلامتهم وهجرتهم
وتعد جغرافيا السكان والعمران من أهم الأقسام التي تهتم اهتمام ملموس بالسلامة والصحة المهنية في توزيعات السكان وتأمين المنشآت السكنية من المخاطر الطبيعية التي تنتج من البيئة دون التدخل البشري كالزلازل والبراكين والأعاصير وأيضا المخاطر التي تنتج من التفاعل الخاطئ للإنسان مع البيئة مثل ( تغيير عوامل المناخ / والاحتباس الحراري ).

  • الجغرافيا الاقتصادية 

تركز الجغرافيا الاقتصادية علي توزيع الأنشطة الاقتصادية البشرية وتنظيمها حسب المكان الجغرافي وتحديد الموقع المناسب لها وهى أكثر فروع الجغرافيا البشرية حيوية من اهم فروعها النقل والمواصلات وترتبط الجغرافيا الاقتصادية بمجال شئون البيئة من حيث التوسع في الأنشطة الاقتصادية.

 فالتطور الصناعي الذي صاحب العالم بعد الثورة الصناعية الذي أثر سلبا علي استغلال الانسان للموارد المتاحة في الطبيعة وإزالة الكثير من الرقعة الزراعية للتوسع في المجال الصناعي حيث نتج عنه التلوث واحداث خلل في مكونات الغلاف الجوي وزيادة نسبة الانبعاثات الكربونية التي تسببت بشكل مباشر في ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية والنظم البيئية للطبيعة.

الجغرافيا الصحية

تهتم الجغرافيا الصحية بتأثير المواقع الجغرافية علي صحة المجتمعات البشرية حيث تركز علي صحة الانسان وعلاقة المكان بوجود الامراض التي توثر علي الصحة العامة، ومن هنا يأتي الارتباط الوثيق بين الجغرافيا البشرية والسلامة والصحة المهنية كالتخطيط العمراني للمدن والتوزيع الأمثل لانتشارها من حيث تطبيق معايير السلامة للمنشآت ومعايير الصحة العامة للعنصر البشري وهذا ما تهتم به الحكومات الآن من تطبيق معايير السلامة للمنشآت.

 كتوفير معايير الحماية المدنية وأدوات مكافحة الحريق بداخل المباني العمرانية لضمان افضل مستويات الأمان والسلامة للسكان وأيضا التوزيع الجغرافي للسكان بعيدا عن المناطق الصناعية نظرا لما تسبب في العديد من الامراض والاوبئة للسكان المحاطين بمناطق صناعية ومن هذا المنطلق نجد انه في عصر التطور والتكنولوجيا أصبحت الجغرافيا البشرية والسلامة والصحة المهنية من العلوم المترابطة في توزيع السكان وانتشارهم والأنشطة الاقتصادية للحد من ظهور الامراض والاوبئة.

الجغرافيا التطورية

يستكشف هذا النوع من الجغرافيا البشرية نوعية حياة ومستوي معيشة الافراد لمختلف السكان من مناطق العالم وفهم تأثير المكان والبيئة علي معاييرها وكيفية التعاون بين مختلف سكان العالم للحفاظ علي البيئة من العديد من المخاطر الطبيعية والبشرية نظرا لما شهدته البيئة من ظواهر في الفترة الأخيرة من التعامل الخاطئ مع البيئة ونتج عنها العديد من المشكلات التي قد تهدد الحياة علي كوكب الأرض خلال السنوات المقبلة.

الوقاية من المخاطر البيئية 

شهد العالم العديد من الظواهر البيئة المسببة للكوارث وأهم تلك الكوارث في القرن الحادي والعشرين ( إعصار تسونامي , إعصار أناتول , زلازل توهكو , فيضان جدة ) وأخيرا زلازل فبراير  2023  الذي أثر بشكل مباشر علي دولتي تركيا وسوريا والمعروف بإسم زلزال تركيا .
ولكن هنالك العديد من الأسئلة التي تدور في رأس الكثير منا وهي :--
 
  • هل تلك الكوارث من تأثير التعامل الخاطئ للإنسان مع البيئة ؟
  • هل تستمر تلك الكوارث بهذه القسوة ؟
  • هل هناك حلول لتلك الأزمات وماذا عن التنمية المستدامة ؟
 هذا ما يجعل- في رأي الشخصي - الجغرافيا البشرية مهتمة بالكثير من العلوم وقد تكون مترابطة مع علوم أخري بشكل غير مباشر رغم التناغم والتوافق في المعايير والأهداف كالترابط الواضح من الرؤية التي أبحث من أجلها بتوفير أقصي معايير السلامة في المجتمعات العمرانية وبشكل خاص في المباني السكنية والمصانع والشركات وجميع المباني لتكون قادرة علي تحمل تأثيرات العوامل المناخية والظواهر الطبيعية .
فالأهداف الملموسة من علم  السلامة والصحة المهنية أنها تهدف إلي حماية العنصر البشري والمنشاة من المخاطر والأضرار الناتجة عن بيئة العمل 
والجغرافيا البشرية تهتم بدراسة المجتمعات البشرية والسكانية وتأثيرها علي البيئة ونتائج التفاعل بين الإنسان والبيئة وتأثير  كلا منهما علي الآخر.
ماذا لو اتحدت تلك الأهداف لحماية ولسلامة الإنسان في المنزل والعمل وحمايته بداخل أي مبني قد يتواجد بداخله ورغم أن المباني الحديثة تتوفر في بعضها الشروط اللازمة للحماية وبشكل خاص مهمات مكافحة الحرائق والحد من نشوبها ولكن لا تهتم بعض الدول بالحماية من أخطار الزلازل علي عكس دولة اليابان التي أصبحت ناطاحات السحاب لديها المعدات الخاصة بإمتصاص الزلازل والمرونة في حالة حدوث الزلزال.

الأبنية المقاومة للزلازل في اليابان

رغم أن زلزال توهوكو الذي ضرب اليابان عام 2011، يُعرف بأنه أحد أكثر الزلازل التي وقعت في الآونة الأخيرة تدميراً، فإنه ليس سوى واحد من الأحداث المشابهة الكثيرة التي يشهدها هذا البلد سنوياً.
فأرخبيل اليابان يقع على طول ما يُعرف بـ "حزام النار حول المحيط الهادئ"  على حافة الصفائح التكتونية لمناطق أوراسيا والمحيط الهادئ والفلبين وعند الحافة الفاصلة ما بين كل صفيحةٍ وأخرى  تنضغط إحداها تحت الثانية مما يؤدي إلى تراكم ضغوط غير عادية في كثافتها ويمثل الزلزال تنفيساً لهذه الضغوط، مما يقود لحدوث هزات تصل في قوتها إلى حدٍ كافٍ لتسوية مدينة متوسطة الحجم بالأرض.


لكن الأبراج المُقامة في اليابان ليست بالمباني العادية. فبحسب جِن ساتو، وهو مهندس إنشاءات وأستاذٌ مساعدٌ في جامعة طوكيو، لا بد أن تتمتع كل الأبنية هناك - حتى وإن كانت صغيرةً أو مؤقتةً - بالمرونة اللازمة للصمود في وجه الزلازل التي تضرب هذا البلد.
ويحدث ذلك في الأساس من خلال ما يُطلق عليه عملية "العزل الزلزالي"، التي يتم فيها وضع المباني أو الهياكل الإنشائية على حوامل أو أسطح تتحمل الصدمات أو تمتصها  وفي بعض الأحيان  تتسم مثل هذه الأسطح ببساطة التكوين  إلى حد كونها مجرد كتلٍ من المطاط يتراوح سمكها ما بين 30 إلى 50 سنتيمتراً تقريباً (من 12 إلى 20 بوصة) وذلك لتكن قادرة علي تحمل الهزات الناجمة عن الزلزال ومقاومتها.


ورغم أن مسألة تهيئة وضع الأعمدة الخرسانية وجعلها تستقر على مثل هذه البطانات المطاطية الموضوعة بدورها فوق قاعدة المبنى تشكل إحدى الوسائل الرئيسية التي تمكن الأبنية من الصمود في وجه الزلازل  فإن اللجوء إلى استخدام صماماتٍ لتثبيط الحركة والاهتزازات وتخفيفها ونشر هذه الصمامات في نقاطٍ بالطوابق العليا من المبنى  يمكن أن تزيد كذلك من مستوى مرونته
ويمكن أن يتحرك المبنى المرتفع لمسافة 1.5 متر (5 أقدام) ولكن إذا وضعت صماماتٍ على مستويات علوٍ معينة - بواقع كل طابقين مثلاً وصولاً إلى أعلى البناء - فسيكون بوسعك أن تقلص الحركة إلى مسافةٍ أقل بكثير  ما يمنع حدوث تدمير للبنى الموجودة فوق قاعدة المبنى.


وتبدو هذه الصمامات أشبه بالمضخات التي تُستخدم مع الدراجات الهوائية  باستثناء أنها مملوءة بالسوائل لا بالهواء. وتقوم فكرة عملها على أنها تضغط على السائل الموجود بداخلها، عندما تنضغط هي دون أن يؤدي الضغط الواقع عليها إلى تحريكها سوى بمقدارٍ طفيف. وتقود هذه العملية إلى تقليل الاهتزازات التي تحدث بين جنبات المبنى.

الملخص

تهدف الجغرافيا البشرية لدراسة تفاعل الإنسان مع البيئة ودراسة تأثير تلك التفاعل علي الإنسان وعلي البيئة وتهدف السلامة والصحة المهنية الي حماية العامل والمنشأة ومراعاة الضوابط والإجراءات اللازمة لتأمينه وحمايته فلو أخذ العالم أهداف السلامة في البناء لحماية الإنسان والممتلكات من الكوارث البيئية كالزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

,,,, حفظنا وحفظكم الله ,,,,
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-